10 مايو 2011

القاعدة الذهبية للنجاح

القاعدة الذهبية للنجاح

يحكى أن ملكاً جمع حكماء البلد وقال لهم : أريد أن تضعوا منهجاً لمن بعدنا من الشباب يعينهم على النجاح ، 

فاجتمع الحكماء لأشهر ، وخرجوا بكتاب ضخم يحوي آلاف الصفحات ، جمعوا فيه كل ما يعين على النجاح من 

قواعد وتجارب وحكم ، وخرجوا به إلى ذلك الملك ، فرد عليهم : أن هذا المنهج طويل ولن يفيد الشباب ، فطلب 

منهم أن يختصروه ، فوضعوه في مئات الصفحات ، ولكنه رفض أيضاً ، ثم وضعوه في عشرات ، فرفض أيضاً 

بحجة أن المنهج طويل وسيشتت قارئه وأن قواعده وحكمه وقصصه كثيرة جداً ، وفي الأخير قرروا –بعد أن 

أضناهم التعب من هذا العمل-ألا يكتبوا فيه سوى جملة واحدة ، فكتبوا فيه :

" اعلموا : أنه لا نجاح بلا تعب " !!

فسميت هذه القاعدة بالقاعدة الذهبية للنجاح ، وهي ما يشار إليه بعلو الهمة .

فاعلم أخي الشاب و أختي الطموحة :

أنه لا نجاح بلا تعب ، فبعض الشباب يبحث عن أسهل الطرق وأيسرها للوظيفة ، ثم بعد سنوات يندب حظه العاثر 

من جراء كثرة العمل وقلة الراتب ، أتعلمون لمَ يشكي ؟

لأنه اختار النجاح بلا تعب ، وقد قيل :

أقصر الطرق وأيسرها للنجاح أقلها فائدة ومتعة .

وفي المقابل من أتعب نفسه وأسهر ليله فحري به أن يحصد من الأعمال أفضلها ومن الرواتب أعلاها

ومن السيرة أزكاها .

وإليك التأريخ يشهد بهذا ، فكل عظيم ومخترع ، وكل مكتشف وعالم أفنى عمره وطال تعبه لأجل النجاح ، فهذا
 

توماس أديسون يقال أنه حاول إشعال الكهرباء ألف مرة قبل أن ينجح ، ولو أنه لم يكن مؤمناً بهذه النظرية –لا 

نجاح بلا تعب- لم تتعدى محاولاته العشرة الأولى .

وإن أردت أفضل من هذا ،
فاقر
أ 
سيرة المصطفى –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

كم حاول مع قومه ؟

وكم ضُرِبَ لأجل الدعوة ؟

وكم لقي من الاستهزاء والاستهتار والأوصاف القبيحة ؟

وكم صابر و صبر ؟

فما عرف نوما كنومنا حتى لقي الله عز وجل , وكانت خديجة -رضي الله عنها- تشفق عليه وتقول له : " ألا تستريح 

, ألا تنام ؟" فيقول : " ذهب النوم يا خديجة " ..

إنها الهمة ، أيقن بأن الله منجيه ، وأن التعب في الدعوة أجر وطريق نجاح ومفتاح فلاح .

وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- ، قالوا له : ألا تتفرغ لنا ؟ قال : " وأين الفراغ ، ذهب الفراغ ولا فراغ ولا 

مستراح إلا تحت شجرة طوبى " يعني : في الجنة .

و الإمام أحمد بن حنبل وجد في سيرته قولاً لأبي زرعة : " كان احمد يحفظ ألف ألف حديث " يعني : مليون 

حديث!! ، فهل جاء المليون بعد نوم و راحة ؟

و قال محمد بن إسماعيل : " مرّ بنا أحمد بن حنبل ونعلاه في يديه ، وهو يركض في دروب بغداد ، ينتقل

من حلقة إلى حلقة " !!

و قال أبو حاتم الرازي : " مشيت على قدمي في الطلب –أي طلب العلم- ألف فرسخ "

وقلب صفحات الماضي والحاضر لتجد أن الناجحين هم الأكثر تعباً في بداية حياتهم ووقت شبابهم ، ولكنهم الأفضل 

حالاً بعد أن نالوا ثمرة تعبهم ، وهم الذين سطر التأريخ أسمائهم ، فنالوا شرف الدنيا وشرف الآخرة –بإذن الله- .

واعلم أن الخلود إلى الراحة وقت الشباب يدل على كسل صارخ و همة ضعيفة ، وستجد نفسك ملقياً على هامش 

التأريخ ، وأن وجودك وفناؤك لا يعني للعالم شيئاً .

فانهض –بارك الله فيك- وتسلح بسلاح 
الهمة ، و البس درع العزيمة ، وغامر مع التعب ،

 حتى تعيش سعيداً وتموت عظيماً .

ألتقيكم –بحول الله-وأنتم قد عزمتم على النجاح .

0 التعليقات:

إرسال تعليق